في عالم اليوم المترابط، أصبح عمل الشركاء المؤسسين من مواقع مختلفة حول العالم أمرًا شائعًا ، مما أدّى إلى بناء علاقات وطيدة عن بعد بين الشركاء . ومن المهم في هذا الصّدد أن ننوّه إلى المزايا الفريدة التي تسفر عن هذا النوع من العمل مثل الحرية والمرونة ، إذ إنّ طبيعة العمل عن بعد تلبّي إحتياجاتكم ورؤيتكم وشخصيتكم ، وتتيح المزيد من الفرص والإمكانيّات.
- إستقطاب مجموعة متنوّعة من المواهب:
يتسنّى للشركاء المؤسسين الذين يعملون عن بعد فرصة بناء مجموعة تضمّ مواهب متعدّدة وأفراد ذوي مهارات وكفاءات عالية ووجهات نظر مختلفة.
- الفعالية من حيث التكلفة:
ييمكن أن يؤدّي العمل من مواقع مختلفة إلى تحقيق كفاءة في التكلفة، حيث يسمح للشركاء المؤسسين بالاستفادة من انخفاض مستوى النفقات العامة في مناطق مختلفة.
- الوصول إلى الأسواق العالمية:
إن وجود شركاء مؤسسين في مواقع مختلفة حول العالم يوفّر للشركة وضع تصوّرات ورؤى مستقبلية وبناء علاقات في أسواق متعددة، مما يحقّق التنوّع والتوسّع على مستوى العالم.
- المرونة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة:
يتمتع الشركاء المؤسسين في مواقع مختلفة حول العالم بالمرونة اللازمة لإعداد نطاق عمل مناسب يخدم احتياجات أعمالهم ورؤيتهم . من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستوى الرفاهية وتحقيق الرضا على الصعيدين الشخصي والمهني.
وبالرغممن أنّ هذا النوع من العمل القائم على المرونة له مزايا متعدّدة ، إلا أنّ التحديات النفسية التي قد تنشأ عنه تؤثر سلبًا على الصحة العقلية وفعالية الشركاء المؤسسين. ومن هذا المنطلق لا بدّ من فهم هذه التحديات النفسية ومعالجتها بغية تحقيق النجاح في أي شراكة عن بعد بين الأعضاء المؤسسين مثل:
1: الشعور بالعزلة والوحدة :
في ظلّ الإنفصال الجسدي وغياب التفاعلات اليومية الإجتماعية التي نشهدها في بيئة العمل المشتركة ،ينموالإحساس بالعزلة والوحدة. يميل الأفراد الذين يعملون عن بعد إلى التشكيك بقيمتهم ومساهمتهم مما يعزّز شعورهم بعدم الرضا عن أنفسهم فينتابهم الإحساس بالإستياء والظلم وعدم التقدير والإفتقار للدعم ، مما قد يؤثر على صحتهم العقلية من ناحية إزدياد مستويات التوتر والقلق.
2: سوء التفسير وسوء الفهم:
وسط غياب التفاعل اليومي المباشر وجهاً لوجه ، يقع الأفراد الذين يعملون عن بعد في مشكلة التحليل الذاتي بناء على تصوّرهم ونمط شخصيتهم ومخاوفهم لا سيّما إلقاء الأحكام الخاطئة نظرًا لقلة التواصل الفعلي وعدم تكوين صورة واضحة عن الآخر، بالتالي قد يخفقون في تفسير ردود أفعال الآخرين والتواصل معهم ، مما قد يؤدي إلى نشوب صراعات نتيجة سوء الفهم.
3: غياب الدوافع التحفيزية:
يمكن أن تؤثر مشاعر العزلة سلبًا على الرغبة في الإنجاز والتطوّر والإبداع والتعاون مع الآخرين والقدرة على حلّ المشكلات ومستوى الإنتاجية، مما يؤدي إلى فقدان الشغف وعدم القدرة على تحفيز الذات والانفصال عن مهمة الشركة وأهدافها.
إستراتيجيات التغلب على تلك التحديات:
انضموا إلينا في رحلة إكتشاف الاستراتيجيات العملية والنصائح المفيدة للتغلب على العقبات التي يفرضها الانفصال الجسدي، مما يضمن إستمرارعلاقتكم بالشركاء المؤسسين رغم بعد المسافة ونموّها وازدهارها رغم العوائق.
وجدير بالذكر أن التغلّب على هذه العقبات يتطلّب فهماً عميقاً للتعقيدات التي تنطوي عليها، إلى جانب تبنّي عقلية استباقية. وبناء عليه نهدف إلى الكشف عن الأساليب الفعّالة التي تمكّن الأفراد ليس فقط من مواجهة التحديات وجهاً لوجه، بل من الظهور بشكل أقوى وأكثر حكمة ومرونة. وبالتالي سيساهم ذلك في النموّ على الصعيد الشخصي والنجاح على المستوى المهني وتحقيق المرونة المجتمعية . إنضموا إلينا في هذا الاستكشاف بينما نغوص في تحليل تعقيدات التغلب على عقبات الحياة وكشف الاستراتيجيات التي تمهّد الطريق نحو الإنتصار في مواجهة الشدائد.
خلق رؤية وقيم موحّدة: من الضروري أن يقوم الشركاء المؤسسين بتحديد الرؤية والقيم المشتركة بشكل جيد ومناقشة استراتيجياتهم بالإضافة إلى المهام التي يجب أن يؤدّيها كل منهم وتقاطع الأدوار . وكذلك يتعيّن عليهم الاتفاق على مصفوفة الصلاحيات التي توفر مبادئ توجيهية واضحة حول التحكم في عملية صنع القرار.
بناء الثقة والشفافية: من الضروري التعبير بوضوح عن توقعاتكم وأهدافكم واهتماماتكم بصورة مستمرة. لا بدّ من الإبلاغ عن التحديثات التي تطرأ على المهام الفردية والتقدّم الشامل لأي مشروع بانتظام ليبقى الجميع على إطلاع بأحدث المستجدات ويبني الثقة في التزام الأفراد بالشراكة بينهم. وتجدر الإشارة إلى أهمية التحلّي بالشفافية في ما يتعلّق بالتحديات والنكسات مع التركيز على الإستماع النشط والتعاطف في التواصل مع الآخرين، والتعاون على إيجاد حلول للتغلب عليها.بالتالي فإنّ السماح لكل شريك مؤسس بالتعبير عن وجهات نظره واهتماماته بشكل علني سيساهم في تعزيز الثقة المتبادلة .فضلًا عن ما سبق ذكره فإن التواصل المنتظم الذي يتجاوز المسائل المتعلقة بالعمل يمكن أن يعزز الشعور بالترابط ويحارب مشاعر العزلة والوحدة.
مراعاة الإختلافات الفردية والإحتفال بالإنجازات: إنّ فهم الإختلافات الثقافية والشخصية بين بعضكم البعض تعزّز تقدير التنوّع وبالتالي تسهم في تقليل الصراعات المحتملة التي قد تنشأ عن الاختلافات الثقافية. إن إحترام طريقة عمل كل شريك، وجدول عمله، والسماح بتخصيص وقت شخصي له خلال يوم العمل يمكن أن يساعد المؤسسين المشاركين في خلق بيئة عمل صحية ومحفّزة.
لا شكّ أنّ الإحتفال بالتقدّم المُحرَز في معالم المشروع ، والإشادة بالإنجازات التي حقّقها كل من الشركاء على الصعيد الشخصي ، ولو كانوا ضمن بيئة عمل إفتراضية ، من شأنه أن يعزّز روح التعاون والعمل الجماعي وينمّي حسّ التقدير بين الشركاء المؤسّسين.
ومن المهم في هذا الصّدد تسليط الضوء على حجم التحديات النفسية التي يواجهها الشركاء المؤسّسين في سبيل الحفاظ على علاقة ناجحة ومتينة رغم حاجز المسافات. ومن هذا المنطلق لا بدّ من إستباق الأمور ومعالجة المشاعر المتعلّقة بالعزلة والوحدة والتوتر والقلق قبل تفاقمها وبالتالي تعزيز التواصل واحترام خصوصية الآخر وتقدير الإنجازات وتشجيع المشاركة في المناقشات المفتوحة حول الصحة العقلية.
أما في ما يخصّ الحاجة إلى تلقّي الدعم المهني، فمن الممكن تزويد الشركاء المؤسسين بالأدوات اللازمة للتغلب على التحديات النفسية الناجمة عن الشراكة عن بعد ووضع أسس تحقيق النجاح والرفاهية على المدى الطويل.
خلاصة القول أنّ الحفاظ على علاقة ناجحة عن بعد بين المؤسسين لا تخلو من نصيبها من التحديات، إلّا أن لها مزايا فريدة يمكن تسخيرها لنجاح الأعمال إذا ما تمكّن الشركاء من فهم طبيعة هذه العلاقة وبذلوا جهودهم في تطبيق الإستراتيجيات التي سبق ذكرها لتحقيق النجاح.